الحد من أخطار الكوارث
تتعلق نحو نسبة 90 في المائة من مجموع الكوارث بالطقس أو المناخ أو الماء. وتطرح الخسائر البشرية والمادية التي تتسبب فيها الكوارث عقبة رئيسية أمام التنمية المستدامة والسلامة والأمن العامين. وإلى جانب منظمات وجهات شريكة دولية وإقليمية ووطنية أخرى، تنسق المنظمة الجهود التي تبذلها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) في سبيل تحسين خدمات التنبؤ ونظم الإنذار المبكر لحماية الأرواح والأملاك من المخاطر الطبيعية، من قبيل الأعاصير المدارية، والعواصف، والفيضانات، والجفاف، وموجات الحرارة، وموجات البرد، وحرائق البراري. وإضافة إلى السلامة العامة، فإن تلك الظواهر المتطرفة تؤثر على إمدادات الماء والغذاء، فضلاً عن البيئة والنقل والصحة والعديد من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية الأخرى.
وينصب التركيز على تحسين نظم الإنذار المبكر وإدماج تلك المعلومات على نحو أفضل في عملية الحد من أخطار الكوارث. وتشير ورقة سياسية بحثية للبنك الدولي إلى أنه نظراً لأن أشد مكونات نظم الإنذار المبكر تكلفة قد أنشئت أصلاً، أي شبكات الرصد التي تنسقها المنظمة (WMO) إلى جانب القدرة على التنبؤ بالطقس في العالم، فإن الاستثمارات الإضافية اللازمة "تقدر بنحو مليار دولار سنوياً، بما يصل إلى معدلات فائدة إلى التكلفة تتراوح بين 4 و 36 [مليار دولار أمريكي سنوياً]."
إدارة الموارد المائية
المياه العذبة أساسية في الحياة. وتحت وطأة الضغوط الديمغرافية والمناخية، تشهد موارد المياه العذبة تقلصاً وتدهوراً. وتشجع المنظمة (WMO) تقييم الموارد المائية وتتيح التنبؤات اللازمة لتخطيط عمليات تخزين الماء بناء على الاحتياجات المحلية، والأنشطة الزراعية، وتوليد الطاقة الكهرومائية، والتنمية الحضرية. كما تدعم اتباع نهج متكامل متعدد التخصصات إزاء إدارة الموارد المائية.
الزراعة والأمن الغذائي
يعتمد القطاع الزراعي بشكل حاسم على المعلومات الجوية والمناخية والمائية الدقيقة والمقدمة في الوقت المناسب، لا سيما نظراً لأنه يواجه أخطاراً مناخية متزايدة. وتمكن الرصدات والتحليلات والتنبؤات التي يتيحها أعضاء المنظمة (WMO) الأوساط الزراعية من زيادة غلتها من المحاصيل والماشية، وتخطيط فترات الزراعة والحصاد، والحد من الآفات والأمراض. وتتيح المنتديات الإقليمية المنتظمة للتوقعات المناخية، إلى جانب التدريب وتنسيق الخدمات والموارد، مجموعة من الخدمات لتحسين المحصول والاستدامة الزراعيين، مما يساهم في الأمن الغذائي العالمي.
النقل
يتطلب قطاع الطيران مجموعة من المعلومات عن أحوال الطقس. إذ تؤثر الأمطار والرياح والاضطرابات الجوية والضباب، إلى جانب طائفة من العوامل الأخرى، على أنشطة الطيران اليومية. وتحرص المنظمة (WMO) على تقديم خدمات أرصاد جوية عالمية النطاق فعالة من حيث التكلفة وتستجيب لاحتياجات المستخدمين دعماً لسلامة عمليات الطيران وانتظامها وكفاءتها. وبالمثل، تقدم المنظمة (WMO) خدمات لدعم السلامة في النقل البحري والبري. وتزود هذه الخدمات الهياكل الأساسية للنفط والغاز الطبيعي في عرض البحر بالإنذار المبكر، بما يساعد على أمن الطاقة والنقل.
المحيطات
تعزز المنظمة (WMO) حماية البيئة البحرية وإدارة الموارد البحرية بكفاءة، استناداً إلى جمع بيانات الأرصاد الجوية البحرية والأوقيانوغرافية وتوزيعها في الوقت المناسب. وتقدم المنظمة (WMO) المساعدة لفائدة الأعضاء في إنشاء نظم وطنية ومنسقة إقليمياً لكفالة التقليل إلى أدنى حد من الخسائر في الأرواح والأضرار التي تتسبب فيها الأعاصير المدارية. كما تدعم التشغيل المستدام لمصائد الأسماك من خلال الرصدات والتحليلات الجوية والمناخية.
الطاقة
تدعم المعلومات المناخية والجوية والمائية تطوير موارد الطاقة المتجددة واستخدامها على النحو الأمثل، من قبيل الطاقة الكهرمائية، وطاقة الرياح، والطاقة الشمسية، والطاقة الأحيائية. كما تدعم تلك المعلومات عملية التشغيل الروتينية لمحطات الطاقة النووية ومحطات الطاقة التي تعمل بالفحم وغيرها من أشكال توليد الطاقة. وتيسر المنظمة (WMO) تبادل البيانات التي من شأنها أن تساعد منتجي ومديري الطاقة على التخطيط تخطيطاً أفضل للتغيرات في الطلب على الطاقة، وتطوير نظم للطاقة المحلية، والامتثال للمتطلبات البيئية.
التنمية الاجتماعية والاقتصادية
تدعم المنظمة (WMO) البلدان النامية، لا سيما أقل البلدان نمواً والدول والأقاليم الجزرية الصغيرة النامية، في تحقيق تنميتها الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الفقر من خلال تعزيز قدرات وكفاءات مرافقها الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا. وتكفل تنمية القدرات في أشد المجتمعات ضعفاً قدرة أكبر على رصد الأحوال الجوية والمناخية والمائية والتخطيط للأحوال المقبلة.
ويصعب على النطاق الوطني، وبدرجة أقل بكثير على النطاق العالمي، حساب عائد استثمار دولار أمريكي واحد في المعلومات عن الطقس من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولكن أظهرت دراسات مختلفة أن المكاسب المحتملة عالية. فعلى سبيل المثال، أظهرت تلك الدراسات أنه في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها، قد يوفر استخدام تنبؤات أدق في المدى القصير على الزراعة مبلغاً إضافياً بقيمة 40 مليون دولار أمريكي سنوياً بتفادي تكاليف الري، وقد يؤدي إلى فوائد هامشية بقيمة 500 مليون دولار أمريكي سنوياً لفائدة منتجي الطاقة من الكهرباء والغاز. وأدى تحسن التنبؤات بأعاصير الهاريكين بالنسبة للساحل الأطلسي على مدى السنوات المائة الماضية إلى خفض كبير في عدد الوفيات الناجمة سنوياً عن نشاط أعاصير الهاريكين. (لمزيد من الأمثلة، يرجى الاطلاع على The Socio-Economic Value of Improved Weather and Climate Information)