مدريد، 3 كانون الأول/ ديسمبر 2019 - يختم عام 2019 عقداً غير مسبوق من الاحترار العالمي وانحسار الجليد وارتفاع مستويات سطح البحر بسبب غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الأنشطة البشرية. ومن شبه المؤكد أن متوسطَي درجات الحرارة لفترتَي الخمس سنوات (2015-2019) والعشر سنوات (2010-2019) سيكونان الأعلى على الإطلاق. وبذلك، فإن عام 2019 على وشك أن يكون العام الثاني أو الثالث الأكثر دفئاً على الإطلاق، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
دائرة الأرصاد الجوية
اختلاف المتوسط العالمي لدرجات الحرارة عن متوسط الفترة 1900-1850 (درجة مئوية)
وقد جاء في البيان المؤقت للمنظمة (WMO) عن حالة المناخ العالمي أن متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2019 (من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر) كان حوالي 1.1 درجة مئوية أعلى من فترة ما قبل العصر الصناعي.
وبلغت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مستوى قياسياً بتركيز 407.8 جزء في المليون في عام 2018، واستمرت في الارتفاع على مدى عام 2019. وإذ يظل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لقرون وفي المحيطات لفترات أطول، فهو يثبِّت تغير المناخ.
ووفقاً للبيان نفسه، تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر منذ بدء القياسات الساتلية في عام 1993 بسبب ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية.
ويأتي كل ذلك على حساب المحيط الذي يؤدي دور الواقي بامتصاص الحرارة وثاني أكسيد الكربون. فقد بلغت حرارة المحيط مستويات غير مسبوقة، مع انتشار واسع لموجات الحرارة البحرية. وأصبحت حموضة مياه البحار أعلى بنسبة 26 في المئة مما كانت عليه في بداية العصر الصناعي. وتتدهور النظم الإيكولوجية البحرية الحيوية.
وكانت المساحة الدنيا اليومية لرقعة الجليد البحري في شهر أيلول/ سبتمبر 2019 ثاني أدنى مساحة في سجل القياسات الساتلية، وشهد شهر تشرين الأول/ أكتوبر انحساراً أكبر. وفي المنطقة القطبية الجنوبية، شهدت بعض أشهر عام 2019 أقل رقعة جليدية.
وقال الأمين العام للمنظمة (WMO)، بيتيري تالاس، إنه "إذا لم نتخذ إجراءً عاجلاً بشأن المناخ الآن، فإننا نتجه نحو زيادة درجات الحرارة لأكثر من 3 درجات مئوية بحلول نهاية القرن، مع تأثيرات ضارة على رفاه الإنسان. فنحن بعيدون كل البعد عن تحقيق هدف اتفاق باريس".
وأضاف السيد تالاس أن "آثار تغير المناخ تتجلى يومياً في الظواهر الجوية المتطرفة و"غير الطبيعية". وقد تضررنا بشدة مجدداً بأخطار الطقس والمناخ في عام 2019. إذ باتت موجات الحرارة والفيضانات التي كانت تحدث "مرة كل قرن" ظواهر منتظمة. وعانت بلدان من جميع أنحاء العالم، مثل جزر البهاما واليابان وموزامبيق، التأثيرات المدمرة للأعاصير المدارية. واجتاحت حرائق الغابات القطب الشمالي وأستراليا".
وأردف قائلاً إن "أحد الآثار الرئيسية لتغير المناخ هو أنماط هطول الأمطار غير المنتظمة، التي تهدد المحاصيل وتطرح مع الزيادة السكانية تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي أمام البلدان الضعيفة في المستقبل".
ويخصص البيان المؤقت قسماً موسعاً لتأثيرات الطقس والمناخ على صحة الإنسان والأمن الغذائي والهجرة والنظم الإيكولوجية والحياة البحرية، مستنداً إلى مساهمات مجموعة واسعة من الشركاء داخل منظومة الأمم المتحدة وخارجها (كما هو مبيَّن في "ملاحظات للمحررين").
وما انفكت ظروف الحرارة القصوى تؤثر سلباً في صحة الإنسان والنظم الصحية، مع تفاقم عواقبها في المناطق المأهولة بكبار السن والتي تشهد التحضر وتأثيرات الجزر الاحترارية الحضرية والتفاوتات الصحية. وفي عام 2018، سُجِّلت 220 مليون حالة تعرّض لموجات حرارة إضافية في صفوف الفئات الضعيفة ممن تجاوزوا 65 عاماً، مقارنةً بمتوسط أساس المقارنة للفترة 1986-2005.
وتُعدّ تقلبية المناخ والظواهر الجوية المتطرفة من العوامل الرئيسية لتفاقم ظاهرة الجوع العالمي مؤخراً وأحد الأسباب الرئيسية للأزمات الشديدة. فبعد عشر سنوات من الانخفاض المنتظم، ارتفعت ظاهرة الجوع مجدداً، مع معاناة أكثر من 820 مليون نسمة من الجوع في عام 2018. ومن بين 33 بلداً عانى أزمات في المجال الغذائي خلال عام 2018، كانت تقلبية المناخ والظواهر الجوية المتطرفة، فضلاً عن الصدمات الاقتصادية ونشوب الصراعات، هي عوامل التفاقم الرئيسية في 26 بلداً والعوامل الرئيسية في 12 من تلك البلدان الستة والعشرين.
وسُجِّلت أكثر من 10 ملايين حالة نزوح داخلي جديدة في الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى حزيران/ يونيو 2019، منها 7 ملايين نتجت عن ظواهر جوية خطرة - مثل إعصار "إيداي" في جنوب شرق أفريقيا، وإعصار "فاني" في جنوب آسيا، وإعصار "دوريان" في منطقة البحر الكاريبي، وفيضانات في جمهورية إيران الإسلامية والفلبين وإثيوبيا - وأدت إلى ظهور احتياجات إنسانية ومتطلبات حماية كبيرة.
ويوفر البيان المؤقت عن حالة المناخ العالمي مصدراً موثوقاً للمعلومات من أجل إرشاد مفاوضات الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، في إطار الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP25) التي ستُعقد في مدريد في الفترة الممتدة من 2 إلى 13 كانون الأول/ ديسمبر المقبل. ويكمِّل البيان المؤقت تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC).
ويُعتزم نشر النسخة النهائية من البيان عن حالة المناخ العالمي بعد استيفائه بالبيانات الكاملة لعام 2019 في آذار/ مارس 2020.
مؤشرات المناخ العالمي
اختلاف درجة الحرارة بين الفترة كانون الثاني/ يناير – تشرين الأول/ أكتوبر 2019 والفترة 2010-1981
عام 2019 يختم أدفأ عقد على الإطلاق
كان متوسط درجة الحرارة العالمية للفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر 2019 أعلى بمقدار 1.1 ± 0.1 درجة مئوية من فترة ما قبل العصر الصناعي (1850-1900). ومن شبه المؤكد أن متوسطَي درجات الحرارة لفترتَي الخمس سنوات (2015-2019) والعشر سنوات (2010-2019) سيكونان الأعلى على الإطلاق. فمنذ الثمانينيات وكل عقد يكون أدفأ من سابقه.
ومن المتوقع أن يكون عام 2019 العام الثاني أو الثالث الأكثر دفئاً على الإطلاق. إذ لا يزال عام 2016 الذي بدأ بظاهرة نينيو شديدة بشكل استثنائي أدفأ عام مسجَّل.
وكانت مساحات شاسعة في القطب الشمالي دافئة بشكل غير عادي في عام 2019. وكانت معظم المناطق البرية أدفأ من أحدث متوسط، بما في ذلك في أمريكا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا. وكانت ولاية ألاسكا الأمريكية دافئة بشكل استثنائي أيضاً. وفي المقابل، كانت مساحة كبيرة من أمريكا الشمالية أبرد من أحدث متوسط.
تركيزات غير مسبوقة في غازات الاحتباس الحراري
سجَّلت تركيزات غازات الاحتباس الحراري مستويات غير مسبوقة جديدة في عام 2018: فقد بلغ متوسط التركيز العالمي لثاني أكسيد الكربون (CO2) 407.8 ± 0.1 جزء في المليون، وللميثان (CH4) 1869 ± 2 جزءاً في المليار، وأكسيد النيتروز (O2N) 331.1 ± 0.1 جزء في المليار؛ بما يعادل على التوالي 147% و259% و123% من مستويات ما قبل العصر الصناعي في عام 1750.
ولن تتوفر بيانات المتوسط العالمي لعام 2019 حتى أواخر عام 2020، غير أن البيانات في الوقت الحقيقي لعدد من المواقع المحددة تشير إلى أن مستويات ثاني أكسيد الكربون استمرت في الارتفاع خلال عام 2019.
تسارع ارتفاع متوسط مستوى سطح البحر
ارتفع مستوى سطح البحر في جميع المناطق المشمولة بسجل القياسات الساتلية للارتفاعات، غير أن معدل الزيادة قد ارتفع على مدى تلك الفترة؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، بلغ المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر أعلاه منذ بداية سجل قياس الارتفاعات العالي الدقة (كانون الثاني/ يناير 1993).
حرارة المحيط
يمتص المحيط أكثر من 90% من الطاقة الزائدة المتراكمة في النظام المناخي نتيجة لزيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري. وفي عام 2019، ظل المحتوى الحراري للمحيط حتى عمق 700 متر (في سلسلة تبدأ في الخمسينيات) وحتى عمق 2000 متر (في سلسلة تبدأ في عام 2005) عند مستويات غير مسبوقة أو يكاد، مع تجاوز متوسط السنة كثيراً المستويات القياسية لعام 2018.
ويمكن استخدام عمليات الاسترجاع الساتلية لدرجات حرارة سطح البحر في مراقبة موجات الحرارة البحرية. وحتى الآن في عام 2019، شهد المحيط في المتوسط قرابة 1.5 شهر من درجات الحرارة الدافئة على غير العادة. وشهدت مناطق أكثر من المحيط موجة حرارة بحرية صُنِّفت على أنها "قوية" (38%) عوضاً عن "متوسطة" (28%). وفي شمال شرق المحيط الهادئ، شهدت مناطق شاسعة موجة حرارة بحرية من الفئة "شديدة".
استمرار تحمض المحيط
امتص المحيط، في الفترة 2009-2018، نحو 22% من الانبعاثات السنوية لثاني أكسيد الكربون، مما ساعد في التخفيف من التغير المناخي. ومع ذلك، تؤثر زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في كيمياء المحيط.
فقد أظهرت عمليات رصد المحيطات انخفاضاً في المتوسط العالمي لحموضة سطح المحيطات بمعدل 0.017 - 0.027 وحدة أس هيدروجيني (pH) لكل عقد منذ أواخر الثمانينيات، كما ورد في التقرير الخاص للهيئة (IPCC) بشأن المحيط والغلاف الجليدي في مناخ متغير، وهو ما يعادل زيادة في الحموضة بنسبة 26% منذ بداية الثورة الصناعية.
انحسار الجليد البحري
أُكِّد الانحسار المستمر على الأجل الطويل لرقعة الجليد البحري في القطب الشمالي في عام 2019. وكان متوسط الرقعة في شهر أيلول/ سبتمبر (الذي يشهد عادةً أدنى متوسط) ثالث أدنى متوسط سُجِّل على الإطلاق مع تساوي الرقعة الدنيا اليومية مع ثاني أدنى رقعة على الإطلاق.
وحتى عام 2016، أظهرت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية توسعاً طفيفاً على الأجل الطويل. وفي أواخر عام 2016، سُجِّل انحسار مفاجئ في الرقعة حتى مستويات قصوى. ومنذ ذلك الحين، ظلت رقعة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية عند مستويات ضيقة نسبياً.
الصفائح الجليدية في غرينلاند
يُظهِر التوازن الكلي للكتلة الجليدية (TMB) للصفيحة الجليدية في غرينلاند فقداناً صافياً في الجليد قدره 329 غيغاطناً بين شهرَي أيلول/ سبتمبر 2018 إلى آب/ أغسطس 2019. فبعبارة أخرى، تشير البيانات المستمدة من سواتل تجربة استعادة الجاذبية والمناخ (GRACE) إلى أن غرينلاند فقدت نحو 260 غيغاطناً من الجليد في السنة على مدى الفترة 2002-2016، بحد أقصى 458 غيغاطناً في 2011/2012.
الظواهر الشديدة التأثير
الفيضانات
شهد كل من وسط الولايات المتحدة الأمريكية، وشمال كندا، وشمال روسيا، وجنوب غرب آسيا، ارتفاعاً غير عادي في هطول الأمطار. وكان معدل هطول الأمطار على مدى 12 شهراً فوق تخوم الولايات المتحدة في الفترة الممتدة من تموز/ يوليو 2018 إلى حزيران/ يونيو 2019 (962 ملم) أعلى معدل على الإطلاق.
وتأخرت بداية الأمطار الموسمية الهندية ونهايتها مما تسبب في نقص كبير في هطول الأمطار في شهر حزيران/ يونيو مع زيادة هطول الأمطار في الأشهر التالية.
وشهدت أجزاء من أمريكا الجنوبية أحوالاً جوية رطبة للغاية في كانون الثاني/ يناير. وحدث فيضان كبير في شمال الأرجنتين وأوروغواي وجنوب البرازيل، مع تكبد الأرجنتين وأوروغواي خسائر تقدَّر بنحو 2.5 مليار دولار أمريكي.
وتضررت جمهورية إيران الإسلامية كثيراً بفيضانات في أواخر شهر آذار/ مارس وأوائل شهر نيسان/ أبريل. وأثرت فيضانات كبرى في العديد من المناطق المتضررة من حالات الجفاف في شرق أفريقيا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر وأوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
الجفاف
أثرت حالات الجفاف في أجزاء عديدة من جنوب شرق آسيا وجنوب غرب المحيط الهادئ في عام 2019، وكانت مرتبطة في العديد من الحالات بالمرحلة الإيجابية القوية للقطبية الثنائية للمحيط الهادئ. وسادت حالات جفاف استثنائية ابتداءً من منتصف السنة في إندونيسيا والبلدان المجاورة لها، وكذلك في أجزاء من حوض نهر ميكونغ الأكثر شمالاً. وشهدت حالات الجفاف على الأجل الطويل التي أثرت في أجزاء عديدة من شرق القارة الأسترالية في عامَي 2017 و2018 توسعاً في النطاق وتفاقماً في عام 2019. ومن حيث متوسط الجفاف في أستراليا بالكامل، كانت الفترة الممتدة من شهر كانون الثاني/ يناير إلى تشرين الأول/ أكتوبر أكثر فترة جفافاً تُسجَّل منذ عام 1902.
وشهدت أجزاء عديدة من وسط أمريكا حالات جفاف. إذ شهدت كل من هندوراس وغواتيمالا ونيكاراغوا والسلفادور جفافاً أكبر من العادة حتى سقطت أمطار غزيرة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وشهد وسط شيلي أيضاً سنة استثنائية من الجفاف، مع بلوغ هطول الأمطار خلال العام حتى 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 82 ملم فقط وهو معدل أقل بنسبة 25% عن المتوسط على الأجل الطويل.
موجات الحرارة
شهدت أوروبا موجتي حرارة رئيسيتين في أواخر حزيران/ يونيو وأواخر تموز/ يوليو. ففي فرنسا، سُجِّلت درجة حرارة غير مسبوقة على المستوى الوطني بلغت 46.0 درجة مئوية (1.9 درجة مئوية أعلى من أقصى قيمة سُجِّلت على الإطلاق) في 28 حزيران/ يونيو. وسُجِّلت أيضاً أرقام قياسية على المستوى الوطني في ألمانيا (42.6 درجة مئوية)، وهولندا (40.7 درجة مئوية)، وبلجيكا (41.8 درجة مئوية)، ولكسمبرغ (40.8 درجة مئوية) والمملكة المتحدة (38.7 درجة مئوية)، مع امتداد الحرارة أيضاً إلى بلدان الشمال الأوروبي، حيث سجلت هلسنكي أعلى درجة حرارة لها على الإطلاق (33.2 درجة مئوية في 28 تموز/ يوليو).
وشهدت أستراليا صيفاً حاراً بشكل استثنائي. فكان متوسط درجة الحرارة في الصيف الأعلى على الإطلاق بنحو درجة مئوية، وكان شهر كانون الثاني/ يناير أحر شهر شهدته أستراليا. وكان أهم ما ميّز موجة الحرارة هو مدتها وإن سُجِّلت أيضاً قيم قصوى فردية منها 46.6 درجة مئوية في مدينة أديلاييد في 24 كانون الثاني/ يناير، وهي أعلى درجة حرارة تسجلها المدينة على الإطلاق.
حرائق الغابات
شهد هذا العام عدد حرائق أعلى من المتوسط في العديد من مناطق خطوط العرض العليا، بما في ذلك في سيبيريا (الاتحاد الروسي) وألاسكا (الولايات المتحدة)، مع حدوث نشاط حرائق في بعض مناطق القطب الشمالي مع أن ذلك كان نادراً للغاية في الماضي.
وأدى الجفاف الشديد في إندونيسيا والبلدان المجاورة لها إلى أكبر موسم حرائق منذ عام 2015. فكان عدد الحرائق المبلغ عنها في منطقة الأمازون من البرازيل أعلى بقليل من متوسط العشر سنوات السابقة، وبلغ نشاط الحرائق الكلي في أمريكا الجنوبية أعلاه منذ عام 2010؛ وكانت بوليفيا وفنزويلا من البلدان التي شهدت سنوات نشطة من الحرائق بشكل خاص.
الأعاصير المدارية
كان نشاط الأعاصير المدارية على مستوى العالم في عام 2019 أعلى بقليل من المتوسط. إذ شهد نصف الكرة الشمالي حتى الآن 66 إعصاراً مدارياً مقابل المتوسط العالمي للسنة ذاتها البالغ 56 إعصاراً، على الرغم من أن طاقة الأعاصير المتراكمة (ACE) كانت أعلى بنسبة 2% فقط من المتوسط. وكان موسم نصف الكرة الجنوبي في 2018-2019 أيضاً أعلى من المتوسط بعدد 27 إعصاراً.
وقد وصل إعصار "إيداي" المداري إلى أراضي موزامبيق في 15 آذار/ مارس، وكان من أشد الأعاصير التي شهدها الساحل الشرقي لأفريقيا، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا وتدمير واسع النطاق. فقد ساهم إعصار "إيداي" في التدمير الكامل لقرابة 780 000 هكتار من المحاصيل في ملاوي وموزامبيق وزمبابوي، مما أدى إلى تفاقم الوضع غير المستقر للأمن الغذائي في المنطقة. وأدى الإعصار أيضاً إلى نزوح 50 905 أشخاص في زمبابوي و53 237 في جنوب ملاوي و77 019 في موزامبيق.
وكان إعصار "دوريان" من أشد الأعاصير المدارية التي سُجِّلت هذا العام إذ وصل إلى يابسة جزر البهاما بشدة من الفئة 5. وتفاقمت آثار الدمار لأن الإعصار كان بطيئاً بشكل استثنائي وظل شبه ثابت لمدة 24 ساعة تقريباً.
ووصل إعصار "هاغيبيس" إلى يابسة غرب طوكيو في 12 تشرين الأول/ أكتوبر، وتسبب في فيضانات كبيرة.
المخاطر والآثار المرتبطة بالمناخ
الصحة في خطر متزايد (منظمة الصحة العالمية)
في عام 2019، أثرت درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير مسبوق في أستراليا والهند واليابان وأوروبا في الصحة والرفاه. أما في اليابان، فقد أدت موجة الحرارة الكبرى، التي شهدها البلد من أواخر شهر تموز/ يوليو إلى أوائل شهر آب/ أغسطس 2019، إلى وفاة أكثر من 100 شخص وإحالة 18 000 إلى المستشفيات. وشهدت أوروبا موجتي حرارة كبيرتين في صيف عام 2019. وفي حزيران/ يونيو، وتسببت موجة الحرارة التي مرت من جنوب غرب أوروبا إلى وسط أوروبا في عدد من حالات الوفاة في إسبانيا وفرنسا. وسُجِّلت أشد موجة حرارة في أواخر شهر تموز/ يوليو وطالت غالبية مناطق شرق وغرب أوروبا. وفي هولندا، أسفرت موجة الحرارة عن وفاة 2 964 شخصاً أي 400 شخص أكثر من المتوسط المسجَّل في أسبوع صيفي متوسط.
وتجعل التغييرات في الظروف المناخية منذ عام 1950 من الأسهل لأنواع البعوضيات الزاعجة نقل فيروس حمى الضنك، مما يزيد من خطر انتشار ذلك المرض. وفضلاً عن ذلك، زادت حالات الإصابة بحمى الضنك في العالم زيادة كبيرة خلال العقود الماضية، وأصبح نصف سكان العالم تقريباً معرضين لخطر العدوى. وفي عام 2019، شهد العالم زيادة كبيرة في حالات الإصابة بحمى الضنك مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2018.
لا يزال الأمن الغذائي متضرراً (منظمة الأغذية والزراعة)
في جنوب أفريقيا، تأخر بدء هطول الأمطار الموسمية فحدثت فترات جفاف طويلة. ومن المتوقع أن يكون إنتاج الحبوب إقليمياً أقل بنحو 8 في المئة عن متوسط الخمس سنوات، مع توقع أن يتعرض 12.5 مليون شخص في المنطقة لنقص حاد في الأمن الغذائي حتى شهر آذار/ مارس 2020، وهي زيادة بنسبة 10 في المئة على السنة السابقة.
وما انفك الأمن الغذائي يتدهور في عدة مناطق من إثيوبيا والصومال وكينيا وأوغندا بسبب ضعف موسم الأمطار الرئيسي لمدة طويلة. وبوجه عام، يعاني 12.3 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي. وفي الفترة الممتدة بين شهرَي تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تضررت الصومال أكثر بسبب فيضانات شديدة.
ويعاني 13.5 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان نتيجة حدوث أشد فيضان على مدى عشر سنوات في بعض مناطق البلاد في آذار/ مارس 2019، ولا تزال 22 من أصل 34 ولاية تتعافى من ظروف الجفاف الحادة المسجَّلة في عام 2018.
الكوارث تزيد من نزوح السكان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة)
سُجِّلت أكثر من 10 ملايين حالة نزوح داخلي جديدة في الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير إلى حزيران/ يونيو 2019، منها 7 ملايين نتجت عن كوارث - مثل إعصار "إيداي" في جنوب شرق أفريقيا، وإعصار "فاني" في جنوب آسيا، وإعصار "دوريان" في منطقة البحر الكاريبي، وفيضانات في جمهورية إيران الإسلامية والفلبين وإثيوبيا - وأدت إلى ظهور احتياجات إنسانية ومتطلبات حماية كبيرة.
وكانت الفيضانات هي أكثر الأخطار الطبيعية التي ذُكر أنها تساهم في النزوح، ثم العواصف وظواهر الجفاف. ولا تزال منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكثر مناطق العالم عرضة للنزوح بسبب الكوارث المفاجئة والبطيئة.
ويمكن أن يتضاعف عدد حالات النزوح الجديدة المرتبطة بالظواهر الجوية المتطرفة ثلاثة أضعاف ليصل إلى نحو 22 مليون حالة بحلول نهاية عام 2019.
ملاحظات للمحررين
المعلومات المستخدمة في هذا التقرير مستمدة من عدد كبير من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) والمؤسسات المرتبطة بها، فضلاً عن المراكز المناخية الإقليمية، والبرنامج العالمي للبحوث المناخية (WCRP)، والمراقبة العالمية للغلاف الجوي (GAW)، والمراقبة العالمية للغلاف الجليدي (GCW). وقدَّم معلومات أيضاً عددٌ من الوكالات الأخرى التابعة للأمم المتحدة، من بينها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، ولجنة اليونسكو الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC‑UNESCO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO).
وتستخدم المنظمة (WMO) مجموعات بيانات (تستند إلى بيانات مناخية شهرية من مواقع الرصد) مقدَّمة من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بالولايات المتحدة (NOAA)، ومعهد Goddard للدراسات الفضائية التابع للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA)، ومركز هادلي التابع لدائرة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، ووحدة أبحاث المناخ في جامعة East Anglia بالمملكة المتحدة.
وتستخدم المنظمة (WMO) أيضاً مجموعات بيانات إعادة التحليل من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى ودائرة كوبرنيكوس المعنية بتغيّر المناخ التابعة له، ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية. وهذه الطريقة تدمج ملايين الرصدات الجوية والبحرية، بما في ذلك من السواتل، مع نماذج لإنتاج إعادة تحليل كامل للغلاف الجوي. ويمكِّن دمج الرصدات مع النماذج من تقدير درجات الحرارة في أي وقت وفي أي مكان في العالم، حتى في المناطق التي تشح فيها البيانات، مثل المناطق القطبية.
للحصول على مزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالجهة التالية:
Clare Nullis, media officer. Email cnullis@wmo.int. Cell 41797091397