المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تواجه المستقبل بخطة عمل للذكاء الاصطناعي
وافق المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية على خطة عمل بشأن الذكاء الاصطناعي (AI) ضمن حزمة من القرارات الرامية إلى اغتنام الفرص ومواجهة التحديات في عالم يتغير بوتيرة سريعة.
- المجلس التنفيذي يوافق على مجموعة من التدابير التطلعية
- تشكيل فريق استشاري مشترك جديد معني بالذكاء الاصطناعي للإشراف والتوجيه
- المجلس التنفيذي يقر خطة عمل المنظمة للشباب
- مبادرة الإنذار المبكر للجميع لا تزال أولوية قصوى
- تعظيم الكفاءة والفعالية في عصر الموارد المحدودة

سيضطلع فريق استشاري مشترك جديد معني بالذكاء الاصطناعي بتوجيه أنشطة المنظمة فيما يتعلق بتطوير واستخدام تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في مجالي الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا. وسيسعى هذا الفريق إلى تسريع وتيرة إدماج الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية للمنظمة وأنشطتها البحثية. وينصب تركيز خاص على إدماج الذكاء الاصطناعي في النظام المتكامل للمعالجة والتنبؤ التابع للمنظمة (WIPPS) الذي يُعَد الأساس الذي ترتكز عليه جميع التنبؤات.
ونص قرار اعتمده المجلس التنفيذي على أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية سوف تتعاون عن كثب مع القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية على تطبيق تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي من أجل تعزيز الدورة الكاملة لقيمة تحويل علوم الطقس والمناخ والماء إلى خدمات. وتعترف المنظمة بالإمكانات الثورية التي يَعِد بها الذكاء الاصطناعي في مجال التنبؤات الجوية، وتشدد في الوقت ذاته على الحاجة إلى التوافق مع المعايير العلمية والأخلاقية ودعم دور المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا باعتبارها المصدر المرجعي والموثوق لإصدار الإنذارات العامة.
وقال الدكتور عبد الله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طريقة عملنا بسرعة، وهو ما يخلق طلباً على مهارات جديدة ويزيد من تبنِّي تقنيات الذكاء الاصطناعي. وعلينا أن نقبل هذا التحدي، وأن نوازن بين الحذر على المدى القصير والمشاركة على المدى الطويل في ابتكارات الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقها".
كذلك، اعتمد المجلس التنفيذي تدابير أخرى، منها:
- الموافقة على الإسراع في تنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع (EW4All)، التي تمثل الأولوية القصوى للمنظمة.
- تقديم الدعم القوي لخطة عمل المنظمة للشباب وخطة عملها المعنية بالمسائل الجنسانية.
- الموافقة على الأنشطة البحثية والتشغيلية المستقبلية، لا سيما في مجال مراقبة غازات الاحتباس الحراري.
- إعادة التأكيد على التزامه بجدول الأعمال العالمي وتعزيز الشراكات وإبراز مكانة المنظمة داخل منظومة الأمم المتحدة.
واعتمد المجلس قرارات تهدف إلى تحسين الحوكمة والإدارة حتى تتمكن المنظمة من زيادة فعاليتها إلى أقصى حد ممكن والوفاء بولايتها في عصر يشهد قيوداً على الموارد وزيادة في الطلب عليها. وتناول أحد هذه القرارات النظر في موقع المكاتب الإقليمية للمنظمة وتوفير الموارد لها.
وتوخياً لتحقيق الكفاءة، انخفض عدد وثائق المجلس التنفيذي بنسبة 40%، وهو ما أتاح تخصيص المزيد من الوقت لاستنباط الحلول وتحفيز الابتكار.
وقد وضع المجلس التنفيذي جدول أعمال الدورة الاستثنائية للمؤتمر العالمي للأرصاد الجوية المزمع انعقادها في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، والتي ستركز على مبادرة الإنذار المبكر للجميع والذكاء الاصطناعي.
التعاون العلمي
قالت البروفيسورة سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "نجتمع في وقت تتصاعد فيه التعقيدات الجيوسياسية. ومع ذلك، فقد لمسنا خلال هذه الدورة رغبة واضحة في التركيز على ما يوحِّد صفوفنا؛ وهو بناء توافق في الآراء ودعم المنظمة في أداء دورها باعتبارها منصة للتعاون العلمي يثق بها الجميع".
وفي كلمتها أمام الجلسة الختامية لدورة المجلس التنفيذي، قالت ساولو: "هذا أحد الأسباب التي تجعل من المنظمة نموذجاً فريداً من نوعه: نموذج يقوم على التعاون والملكية المشتركة وخبرة الأعضاء، ويمكننا من تحقيق الكثير، حتى في ظل الموارد المحدودة".
وأكد الدكتور عبد الله المندوس، رئيس المنظمة، أن عمل المنظمة أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى حتى تساعد المنظمة كل بلد وكل مجتمع على مواجهة المخاطر الجوية والمناخية والهيدرولوجية.
وتحل في هذا العام الذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس المنظمة التي تحتفل بهذه المناسبة تحت شعار "العلم غايته العمل". ويسهم عمل المنظمة في تحقيق التنمية القادرة على الصمود، ويدعم قطاعات الغذاء والنقل والطاقة والأمن والصحة وإدارة المياه والحد من مخاطر الكوارث.
والذكرى الخامسة والسبعون للمنظمة ليست محطة نكتفي فيها بالنظر إلى ما تحقق في الماضي، بل هي معلمٌ نستشرف معه المستقبل. وهو ما يؤكد قيمة الخدمات التي تقدمها المنظمة للاقتصاد والمجتمع العالميين، ويبرز إمكانية تحقيق فوائد أكبر للعالم أجمع.
وليس أدلَّ على ذلك من الذكاء الاصطناعي وإمكاناته على إحداث ثورة في جميع جوانب الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا.
وقال الدكتور المندوس: "إنني على يقين تام من أن التقدم الذي تحرزه الولايات المتحدة الأمريكية والصين وأوروبا في تحويل أبحاث الذكاء الاصطناعي إلى عمليات سيحدث ثورة سريعة في عمليات المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا (NMHSs) في جميع أنحاء العالم".
وجدير بالذكر أن مؤتمر المنظمة بشأن "الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطقس - التطورات والتحديات والآفاق" سوف يُعقَد في المدة من 9 إلى 11 أيلول/ سبتمبر 2025، بمقر المركز الوطني للأرصاد الجوية في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة. ويهدف هذا المؤتمر إلى توحيد جهود القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية للتغلب على العقبات وتحسين قدرات التنبؤ بالطقس على مستوى العالم. وما من شك في أن هذا المؤتمر سيثري النقاش الدائر وصولاً إلى إصدار بيان بشأن الذكاء الاصطناعي في الدورة الاستثنائية المقبلة للمؤتمر العالمي للأرصاد الجوية في تشرين الأول/ أكتوبر من هذا العام.
المنصة التشاورية المفتوحة
استندت المناقشات داخل المجلس التنفيذي إلى نتائج جلسة المنصة التشاورية المفتوحة التي جمعت بين مجتمع المنظمة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية. وشددت هذه الجلسة على الحاجة إلى التعاون مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية الشريكة لتسخير الابتكار وتعزيز التواصل، مع إعادة التأكيد على الولاية والمسؤوليات الفريدة للمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في إصدار التنبؤات والإنذارات المنقذة للحياة.
وقال السيد ميشيل جون، رئيس لجنة الرصد والبنية التحتية ونظم المعلومات التابعة للمنظمة (INFCOM): "بالنظر إلى الأدوار التي تضطلع بها المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والبنية التحتية العالمية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، من الضروري أن نستمر في تعزيز فهمنا المتبادل وتوطيد تعاوننا مع القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية. ولتحقيق أفضل النتائج، يجب علينا أن نجمع بين الخبرات في علوم البيانات ونظم الرصد وعلوم نظام الأرض؛ ومن ثم العمل معاً. فالأمر يهمنا جميعاً".
النظام المتكامل للمعالجة والتنبؤ التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية
يتضمن قرار المجلس التنفيذي خطة مُحدَّدة الأهداف لوضع مبادئ توجيهية فنية بشأن استخدام تكنولوجيات التنبؤ بنظام الأرض القائمة على الذكاء الاصطناعي في إطار النظام المتكامل للمعالجة والتنبؤ التابع للمنظمة (WIPPS). وهذا النظام المتكامل هو شبكة عالمية من المراكز التشغيلية التي يديرها أعضاء المنظمة، والتي تمكِّن الأعضاء من مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية في مجال الأرصاد الجوية والمجالات ذات الصلة، والاستفادة منها.
- ويدرك القرار أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر إمكانات تحويلية للنهوض بقدرات المراكز المعيَّنة للنظام المتكامل للمعالجة والتنبؤ التابع للمنظمة والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجية.
- ويلاحظ أيضاً أنه لا تزال هناك ثغرات كبيرة في قدرة نظم الذكاء الاصطناعي على دعم التنبؤات والإنذارات التي توفرها النظم المحلية للطقس شديد التأثير والعمليات الهيدرولوجية، وأنه يجب سد هذه الثغرات واختبار هذه القدرات وإثباتها للاستخدام التشغيلي.
- ويشدد على ضرورة دعم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في جميع أنحاء العالم للتعرف على إمكانات التكنولوجيا الجديدة والتحديات التي تطرحها، والوصول إلى الابتكارات والاستفادة منها على أفضل وجه.
وسوف تجرى دراسة تجريبية عن النشاط الخاص بنواتج التنبؤ بفيضانات الأنهار العالمية من أنشطة النظام المتكامل للمعالجة والتنبؤ، وستستكشف هذه الدراسة كيف يمكن للتكنولوجيات والبيانات الجديدة من مصادر غير تقليدية أن تُكمِّل قدرات التنبؤ الحالية، خاصة في المناطق التي تكون فيها القدرات محدودة.
وسيكون الفريق الاستشاري المشترك الجديد المعني بالذكاء الاصطناعي آلية تنسيق مشتركة بين لجنة البنية التحتية ولجنة الخدمات ومجلس البحوث وهيئات أخرى تابعة للمنظمة. وسيضم خبراء من القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
- Clare Nullis موظف إعلامي، cnullis@wmo.int +41 79 709 13 97
- WMO Strategic Communication Office Media Contact media@wmo.int