تعبئة الموارد والشراكات الإنمائية

يتزايد الطلب على المنتجات الإعلامية والخدمات في مجال الطقس والماء والمناخ التي تتسم بطابعها العملي والمعدة خصيصاً. ومع ذلك لا تزال العديد من البلدان، وخاصة أقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية، تكافح لتوفير هذا النوع من خدمات دعم القرار من أجل إدارة شاملة لمخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ. ولذلك، تشتد الحاجة إلى مزيد من الموارد لسد الفجوة المتزايدة بين المعروض من المنتجات والخدمات والطلب عليها.

وتُموَّل الميزانية العادية للمنظمة، التي يوافق عليها المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية، عن طريق "الاشتراكات المقدرة"، التي تقدمها كل دولة من الدول الأعضاء في المنظمة. وتعتبر هذه الاشتراكات مصدراً رئيسياً لتمويل المنظمة، وتوفر ميزانية يمكن التنبؤ بها لأداء ولايتها، بوصفها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة المسؤولة عن المعايير الدولية والتنسيق الدولي في مجالات الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا وعلم المناخ والخدمات البيئية ذات الصلة. وتمثل الاشتراكات المقدرة حالياً ما يقارب ثلثي إجمالي تمويل المنظمة.

وتستكمل المنظمة ما تحتاج إليه من تمويل عن طريق "المساهمات الطوعية" التي يقدمها الأعضاء والشركاء الإنمائيون وصناديق المناخ المتعددة الأطراف والمنظمات البحثية والمؤسسات والكيانات التجارية وغيرها. وتُقدَّم هذه المساهمات الطوعية، التي تشمل منح المشاريع، إلى المنظمة لتنفيذ مشاريع إنمائية وتقديم المساعدة التقنية وبناء القدرات وتنفيذ برامج مواضيعية. وهذه المساهمات ليست مالية فحسب، بل تشمل كذلك توفير الخبرات وإعارة المتخصصين وسائر أشكال الدعم العيني.

وتشجع المنظمة أيضاً الدعم والتعاون بين المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، وتعمل على تيسيرهما من خلال برنامج التعاون الطوعي، الذي ينصب تركيزه على تلبية الاحتياجات العاجلة للأعضاء من خلال التمويل المباشر والمنح الصغيرة ونقل الخبرات والتكنولوجيا.

ونظراً للطابع الفني لولاية المنظمة وصغر حجمها نسبياً، فإن تعبئة الموارد والشراكات مرتبطان ارتباطاً وثيقاً جداً. وتنشر المنظمة مواردها لحشد وتعزيز الدعم التي تقدمه إلى الأعضاء على نطاق واسع بالشراكة مع الشركاء الإنمائيين مثل وكالات الأمم المتحدة التنفيذية ومصارف التنمية المتعددة الأطراف وصناديق المناخ، وغيرها.

وتقود هذه الجهود شعبة تعبئة الموارد والشراكات الإنمائية بالمنظمة، التي تحافظ على علاقات وطيدة مع المانحين والشركاء. وتسعى الشعبة إلى تحديد المجالات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، وتستكشف فرص الشراكة مع الكيانات العامة والخاصة وتعبئة الموارد وتعزيزها.

ومبادرة المخاطر المناخية ونظم الإنذار المبكر (CREWS) ومرفق تمويل الرصد المنهجي (SOFF)، هما صندوقان استئمانيان متعددا المانحين/ الشركاء، ويشكلان أداتين تحظيان بالأولوية لتعبئة الموارد من أجل تنفيذ الأولويات الاستراتيجية للمنظمة. وتدعم الشعبة الجهود التي يبذلها هذان الصندوقان لتعبئة الموارد، إقراراً منها بالقيمة المضافة الكبيرة التي يضفيها هذان الصندوقان إلى المنظمة.

وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الشعبة كمركز المنظمة المسؤول عن تنسيق التعاون مع مؤسسات تمويل المناخ مثل الصندوق الأخضر للمناخ وصندوق التكيف. وتسعى كذلك إلى مواصلة التعاون الاستراتيجي مع أهم مصارف التنمية المتعددة الأطراف. والعديد من هذه الصناديق ومصارف التنمية ووكالات الأمم المتحدة أعضاء في التحالف من أجل تطوير خدمات الطقس والمناخ والهيدرولوجيا والخدمات البيئية ذات الصلة، وتؤدي الشعبة دور الأمانة لهذا التحالف.

وتقدم شعبة تعبئة الموارد والشراكات الإنمائية الدعم إلى المكاتب الإقليمية للمنظمة والبرامج التقنية والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا لإعداد مقترحات المشاريع، بما يضمن اتساق الأهداف مع الاحتياجات والأولويات المحددة للبلدان الأعضاء في المنظمة وغايات المنظمة الطويلة الأجل وأهدافها الاستراتيجية.