ارتفاع حرارة المحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر يُهدِّدان المجتمعات في جنوب غرب المحيط الهادئ

05 حزيران/ يونيو 2025

شهد إقليم جنوب غرب المحيط الهادئ ارتفاعاً غير مسبوق في درجة حرارة المحيطات في عام 2024، أضرَّ بالنظم الإيكولوجية والاقتصادات؛ هذا ما أورده تقرير جديد أصدرته المنظمة عن حالة المناخ في جنوب غرب المحيط الهادئ لعام 2024، وسلط التقرير الضوء على كيف أن ارتفاع مستوى سطح البحر يُهدِّد الجزر في إقليم يعيش أكثر من نصف سكانه بالقرب من الساحل.

وجاء في التقرير أن درجات حرارة سطح البحر بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، ووصل المحتوى الحراري للمحيطات إلى مستويات شبه قياسية في عام 2024. وأثرت موجات الحر البحرية على مساحة اقتربت من 40 مليون كيلومتر مربع (15.4 مليون ميل مربع)؛ وهو ما يمثل أكثر من 10% من مساحة سطح المحيطات في العالم، أو ما يعادل مساحة قارة آسيا تقريباً، أو أربعة أضعاف مساحة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى اليابسة، أدت الحرارة المتطرفة والهطول المتطرف للأمطار إلى وفيات ودمار. وضربت الفلبين سلسلةٌ من الأعاصير المدارية حطَّمت الأرقام القياسية السابقة، في حين أوشك على الزوال آخر نهر جليدي استوائي في غينيا الجديدة الإندونيسية.

تقول البروفيسورة سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "كان عام 2024 هو العام الأحر على الإطلاق في إقليم جنوب غرب المحيط الهادئ. وأدت حرارة المحيطات وتحمُّضها معاً إلى أضرار طويلة الأمد بالنظم الإيكولوجية البحرية والاقتصادات البحرية. ويشكل ارتفاع مستوى سطح البحر تهديداً وجودياً لدول جزرية بأكملها. ويتضح يوماً بعد يوم أن الوقت لن يسعفنا كثيراً كي نتدارك هذا الوضع".

وتقرير حالة المناخ في جنوب غرب المحيط الهادئ هو واحد من سلسلة تقارير عالمية وإقليمية تصدرها المنظمة سنوياً وتسعى من ورائها إلى إثراء عملية اتخاذ القرار بشأن استراتيجيات التكيف الوطنية والإقليمية وبناء القدرة على الصمود في وجه مناخ متغيِّر. ويتزامن إصدار هذا التقرير مع المنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث لعام 2025 الذي سيُعقَد في جنيف، ويسبق انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لعام 2025.

ويحمل التقرير بين طياته بعض الأخبار السارة. ويتضمن دراسة حالة توضح كيف أن نظم الإنذار المبكر المُعزَّزة والإجراءات الاستباقية في الفلبين مكَّنت المجتمعاتِ المحلية من التأهُّب والاستجابة لسلسلة الأعاصير التي ضربت البلاد في عام 2024. وهو ما ساعد في حماية الأرواح وسُبُل العيش، وضمان حصول المجتمعات الضعيفة على الدعم اللائق في الوقت المناسب. وهذه الدراسة خير دليل على قيمة مبادرة الإنذار المبكر للجميع (EW4All) التي تُعَد واحدة من أهم الأولويات الاستراتيجية للمنظمة.

ويورد التقرير دراسة حالة أخرى عن جزيرة سيروا في فيجي، تسلط الضوء على التحديات الثقافية والروحية لإعادة توطين السكان النازحين نظراً لارتباطهم الوثيق بأرض الآباء والأجداد. وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 50000 من سكان جزر المحيط الهادئ يواجهون خطر النزوح سنوياً بسبب الآثار السلبية لتغير المناخ.