دعونا نحمي البشرية بنظم إنذار مبكر أساسها العلم

21 تشرين الأول/ أكتوبر 2025

استهل المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية دورته الاستثنائية لعام 2025 باجتماع رفيع المستوى أيَّد بقوة دعوةً عاجلة إلى العمل من أجل تسريع وتيرة التغطية العالمية بنظم الإنذار المبكر المُنقِذة للحياة ضد الظواهر الجوية الخطرة.

شارك:

وقد رحَّبت القاعة المكتظة بالحضور بالدعوة إلى العمل التي أطلقتها الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، البروفيسورة سيليستى ساولو: التعجيل بتنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع - حماية البشرية بنظم إنذار مبكر أساسها العلم.

وقال فخامة الرئيس دانيال فرانسيسكو شابو، رئيس جمهورية موزامبيق: "نأمل أن يكون هذا الاجتماع في جنيف نقطة تحول نحو التزام عالمي بضمان أن يكون كل إنذار يصدر فرصةً لإنقاذ الأرواح وبناء الأمل. ونأمل أن يكون كل إنذار يصدر التزاماً متجدداً بالحياة والتضامن ومستقبل البشرية".

لقد خفضت موزامبيق الوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الأعاصير المدارية بفضل الاستثمار في نظم أفضل للرصد والإبلاغ، بما يضمن وصول الإنذارات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.

وأضاف فخامة الرئيس: "لقد تعلمنا درساً أساسياً، وهو أن الإنذار في الوقت المناسب ينقذ الأرواح. فعندما يأتي الإنذار في الوقت المناسب، تكون الاستجابة أسرع والإجراءات المتخذة أكثر فعالية، ويكون التأثير أقل. ولذلك، فإن مبادرة الإنذار المبكر للجميع هي أولوية وطنية وقضية أخلاقية لموزامبيق".

وهذه التصريحات التي أدلى بها فخامة الرئيس شابو قد أيدها وأعاد التأكيد عليها وزراء ومسؤولون رفيعو المستوى من إسبانيا وغانا وبوركينا فاسو وأذربيجان والجمهورية الدومينيكية وسلوفينيا.

تقول البروفيسورة سيليستى ساولو: "إن الأدوات موجودة. والمعايير موضوعة ومطبقة. والبيانات متوافرة. ولا ينقصنا سوى الإرادة الجماعية للعمل بالسرعة اللازمة وعلى النطاق المطلوب. إن مبادرة الإنذار المبكر للجميع ليست مجرد شعار، بل هي وعد بالعيش بكرامة وأمان وازدهار. وأهيب بنا جميعاً أن نوحد صفوفنا من أجل تقديم إنذارات مبكرة من الجميع وللجميع. لقد حان الوقت الآن".

إن مبادرة الإنذار المبكر للجميع (EW4All) هي مبادرة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، في عام 2022. وتقود هذه المبادرة كلٌّ من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC).

ويلقي السيد غوتيريش كلمة أمام المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية في 22 تشرين الأول/ أكتوبر.

يقول الدكتور، عبد الله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إن حضور الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد الأهمية العالمية الكبيرة لمهمتنا، لا سيما وأننا تجاوزنا منتصف الطريق منذ الإعلان عن مبادرة الإنذار المبكر للجميع".

وتهدف هذه المبادرة إلى تغطية سلسلة القيمة بأكملها، والحد بشكل منهجي من مخاطر الكوارث، وإنقاذ الأرواح من خلال نظم شاملة للإنذار المبكر تكتشف الأخطار، وتقيِّم المخاطر، وتنشر التحذيرات في الوقت المناسب، وتُمكِّن المجتمعات من اتخاذ إجراءات استجابة فعالة.

وجاء في الدعوة إلى العمل، التي أطلقتها الأمينة العامة للمنظمة، أن كل دولار يُستثمر يمكن أن يوفر ما يصل إلى خمسة عشر دولاراً من خلال الحد من آثار الكوارث. وتقول الدعوة أيضاً إن الأسس واضحة وتتمثل في: تبادل البيانات مجاناً ودون قيود، والتمويل المستدام، والالتزام بالمعايير الدولية، والتعاون العلمي المُنسَّق.

إن الحاجة إلى المبادرة ملحة. ففي السنوات الخمسين الماضية، أودت الأخطار المرتبطة بالطقس والماء والمناخ بحياة أكثر من مليوني شخص، 90% منهم في البلدان النامية. وكلما زاد الطقس تطرفاً، تصاعدت التكاليف والآثار الاقتصادية.
 

مجموعة من الأشخاص يجلسون على طاولة نقاش طويلة خلال مؤتمر رسمي، مع عرض صورة مسقطة للجنة النقاش خلفهم.
الدورة الاستثنائية للمؤتمر العالمي للأرصاد الجوية
WMO / Vanessa Mazarese