دعونا نحمي البشرية بنظم إنذار مبكر أساسها العلم
استهل المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية دورته الاستثنائية لعام 2025 باجتماع رفيع المستوى أيَّد بقوة دعوةً عاجلة إلى العمل من أجل تسريع وتيرة التغطية العالمية بنظم الإنذار المبكر المُنقِذة للحياة ضد الظواهر الجوية الخطرة.
- الأمينة العامة للمنظمة تدعو إلى الإسراع في تنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع
- فخامة رئيس موزامبيق والسادة الوزراء يدعمون المبادرة
- كل دولار يُستثمَر في مجال الإنذار المبكر يمكن أن يوفر ما يصل إلى 15 دولاراً من خلال الحد من آثار الكوارث
- السلامة العامة والرفاهية الاقتصادية مهددتان بسبب الظواهر الجوية الأكثر تطرفاً
- المنظمة تصدر تقريراً جديداً يرصد التقدم المُحرَز والثغرات في مجالي الرصد والتنبؤ
وقد رحَّبت القاعة المكتظة بالحضور بالدعوة إلى العمل التي أطلقتها الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، البروفيسورة سيليستى ساولو: التعجيل بتنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع - حماية البشرية بنظم إنذار مبكر أساسها العلم.
وقال فخامة الرئيس دانيال فرانسيسكو شابو، رئيس جمهورية موزامبيق: "نأمل أن يكون هذا الاجتماع في جنيف نقطة تحول نحو التزام عالمي بضمان أن يكون كل إنذار يصدر فرصةً لإنقاذ الأرواح وبناء الأمل. ونأمل أن يكون كل إنذار يصدر التزاماً متجدداً بالحياة والتضامن ومستقبل البشرية".
لقد خفضت موزامبيق الوفيات والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الأعاصير المدارية بفضل الاستثمار في نظم أفضل للرصد والإبلاغ، بما يضمن وصول الإنذارات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
وأضاف فخامة الرئيس: "لقد تعلمنا درساً أساسياً، وهو أن الإنذار في الوقت المناسب ينقذ الأرواح. فعندما يأتي الإنذار في الوقت المناسب، تكون الاستجابة أسرع والإجراءات المتخذة أكثر فعالية، ويكون التأثير أقل. ولذلك، فإن مبادرة الإنذار المبكر للجميع هي أولوية وطنية وقضية أخلاقية لموزامبيق".
تقول البروفيسورة سيليستى ساولو: "إن الأدوات موجودة. والمعايير موضوعة ومطبقة. والبيانات متوافرة. ولا ينقصنا سوى الإرادة الجماعية للعمل بالسرعة اللازمة وعلى النطاق المطلوب. إن مبادرة الإنذار المبكر للجميع ليست مجرد شعار، بل هي وعد بالعيش بكرامة وأمان وازدهار. وأهيب بنا جميعاً أن نوحد صفوفنا من أجل تقديم إنذارات مبكرة من الجميع وللجميع. لقد حان الوقت الآن".
إن مبادرة الإنذار المبكر للجميع (EW4All) هي مبادرة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، في عام 2022. وتقود هذه المبادرة كلٌّ من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC).
ويلقي السيد غوتيريش كلمة أمام المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية في 22 تشرين الأول/ أكتوبر.
يقول الدكتور، عبد الله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "إن حضور الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد الأهمية العالمية الكبيرة لمهمتنا، لا سيما وأننا تجاوزنا منتصف الطريق منذ الإعلان عن مبادرة الإنذار المبكر للجميع".
وتهدف هذه المبادرة إلى تغطية سلسلة القيمة بأكملها، والحد بشكل منهجي من مخاطر الكوارث، وإنقاذ الأرواح من خلال نظم شاملة للإنذار المبكر تكتشف الأخطار، وتقيِّم المخاطر، وتنشر التحذيرات في الوقت المناسب، وتُمكِّن المجتمعات من اتخاذ إجراءات استجابة فعالة.
وجاء في الدعوة إلى العمل، التي أطلقتها الأمينة العامة للمنظمة، أن كل دولار يُستثمر يمكن أن يوفر ما يصل إلى خمسة عشر دولاراً من خلال الحد من آثار الكوارث. وتقول الدعوة أيضاً إن الأسس واضحة وتتمثل في: تبادل البيانات مجاناً ودون قيود، والتمويل المستدام، والالتزام بالمعايير الدولية، والتعاون العلمي المُنسَّق.
إن الحاجة إلى المبادرة ملحة. ففي السنوات الخمسين الماضية، أودت الأخطار المرتبطة بالطقس والماء والمناخ بحياة أكثر من مليوني شخص، 90% منهم في البلدان النامية. وكلما زاد الطقس تطرفاً، تصاعدت التكاليف والآثار الاقتصادية.
مراقبة الأخطار والتنبؤ بها
لقد أُحرِز تقدم كبير.
وفي عام 2024، أفادت 108 بلدان أن لديها بعض القدرات الخاصة بنظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة، وهذا أكثر من ضعف عدد البلدان التي امتلكت هذه القدرات في عام 2015 وكان عددها آنذاك 52 بلداً، وزاد هذا العدد مرة أخرى في عام 2025. وقد وضعت العديد من البلدان خرائط طريق وطنية - تجمع بين كل قطاعات الحكومة والمجتمع - وتنفذ على أرض الواقع برامج تُحدِث فرقاً حقيقياً في إنقاذ الأرواح.
بيد أن الفجوات لا تزال كبيرة. ومعدل الوفيات الناجمة عن الكوارث أعلى بستة أضعاف وعدد الأشخاص المتضررين أعلى بأربعة أضعاف في البلدان التي لديها نظم محدودة للإنذار المبكر بالأخطار المتعددة.
قالت السيدة إليزابيث بومي شنايدر، المستشارة الفيدرالية السويسرية: "إننا ندرك أن هذا ليس سباق 100 متر جري، بل ماراثون. وفي الوقت نفسه، يتسبب تغير المناخ في حدوث ظواهر جوية تزداد وتيرتها وشدتها كل عام وفي جميع القارات. لذلك، من الضروري خوض هذا الماراثون بالسرعة التي نقطع بها سباق الجري". وأكدت من جديد دعم سويسرا لمبادرة الإنذار المبكر للجميع وآلية التنسيق الخاصة بالمنظمة والتي توفر معلومات موثوقة وفي الوقت المناسب عن الأرصاد الجوية تسترشد بها الوكالات الإنسانية.
وأطلق تقرير جديد في دورة المؤتمر الاستثنائية بعنوان مبادرة الإنذار المبكر للجميع في بؤرة الاهتمام: مراقبة الأخطار المخاطر والتنبؤ بها – وهذه هي "الركيزة" التي تقع في نطاق مسؤولية المنظمة.
وكشف 62 تقييماً لسلسلة قيمة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا أن نصف البلدان تمتلك قدرات أساسية فقط؛ في حين تمتلك 16% منها قدرات أقل من الأساسية. ويزداد الوضع سوءاً في السياقات الهشة والمتأثرة بالصراعات والعنف.
وفيما يلي الأولويات التي تتضمنها الدعوة إلى العمل التي أطلقتها الأمينة العامة للمنظمة:
- تعزيز الملكية الوطنية من خلال إدراج نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة في الاستراتيجيات الوطنية الطويلة الأجل، مدعومةً بآليات تمويل متزايدة ومستدامة.
- صون الثقة بالإنذارات من خلال تعزيز مكانة المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا بوصفها الصوت المرجعي للإنذارات المبكرة، وذلك من خلال سن التشريعات الملائمة وضمان التواصل الفعال للتصدي لانتشار المعلومات المضللة.
- دعم توفير معلومات واضحة ومتسقة ومتاحة للجميع، بما يشمل المعارف التقليدية للشعوب الأصلية، من أجل ضمان الوصول إلى جميع المجتمعات.
- ضمان الدعم المنسّق من خلال مواءمة الجهود الدولية والوطنية المبذولة لتنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع بغية تحقيق تقدم شامل من خلال التعاون الإقليمي وشبكات النظراء.
- مناصرة التبادل المفتوح والمجاني وغير المقيد للبيانات، باعتبارها منفعة عامة عالمية، لتعزيز التنبؤ والإنذار المبكر من خلال التنفيذ الشامل لسياسة البيانات الموحدة للمنظمة، ونظام معلومات المنظمة (WIS 2.0) وبروتوكول التحذير الموحد (CAP)، وسد الفجوة الرقمية من خلال الاستثمارات المستدامة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
- توسيع شبكات الرصد وتحديثها من خلال التعجيل بتنفيذ شبكة الرصد الأساسي العالمية والاستثمار المستمر في القدرات المؤسسية والفنية والتشغيلية.
- تسخير الابتكار بشكل مسؤول من خلال توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن نُظُم المنظمة، وضمان الوصول والتوحيد القياسي.
- توسيع نطاق خدمات التنبؤ والإنذار القائمة على أساس الآثار وضمان الوصول الشامل إلى البيانات المتعلقة بالآثار ومدى التعرّض لها وقابلية التأثر بها.
- معالجة مواطن الضعف المستمرة من خلال تأمين موارد يمكن التنبؤ بها، والحوكمة المتينة، والتضامن الدولي المستدام لبناء مستقبل تصبح فيه نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة نظماً عالمية موثوق بها ويمكن الاستناد إليها في اتخاذ الإجراءات الملائمة، بما يضمن حماية أفضل للمجتمعات في جميع أنحاء العالم ويزيدها قدرةً على الصمود في مواجهة تزايد الظواهر المتطرفة للطقس والماء والمناخ.
وعُقِد الاجتماع الرفيع المستوى في صباح اليوم الأول من الدورة الاستثنائية للمؤتمر التي استمرت أربعة أيام، وصادف انعقادها الاحتفال بمرور 75 عاماً على تأسيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية باعتبارها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال الطقس والمناخ والماء.
وفي اجتماع ثنائي، قدمت الأمينة العامة سيليستى ساولو شهادة تقدير إلى فخامة الرئيس شابو على "قيادته المثالية ودعمه السياسي والتزامه الثابت بتعزيز الحد من مخاطر الكوارث كأولوية وطنية، وكذلك النهوض بنظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة لحماية الأرواح وسبل العيش".
ملاحظات للمحررين
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
- Clare Nullis موظف إعلامي، cnullis@wmo.int +41 79 709 13 97
- WMO Strategic Communication Office Media Contact media@wmo.int