المنظمة تكشف النقاب عن مبادرة شراكة تمويلية جديدة لحماية أسس نظم التنبؤ

البروفيسورة سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية

WMO

وفي المنتدى الذي عُقِد يومي 27 و28 تشرين الأول/ أكتوبر، عرَض السيد توماس أساري، الأمين العام المساعد للمنظمة، الأساس المنطقي وراء إطلاق مبادرة المنظمة (WMO Commons):

• يعتمد العالم على البنية التحتية العامة العالمية التي، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال تعاني من نقص حاد في التمويل وتزداد هشاشةً. ومن نظم الإنذار المبكر إلى التوقعات المناخية على المدى الطويل، مروراً بالتنبؤات الموسمية وتحليلات المخاطر، فإن البيانات والخدمات التي تقدمها المنظمة تدعم مرونة جميع القطاعات وقدرتها على الصمود، ويُعوِّل عليها مليارات الأشخاص يومياً من خلال المنصات المُوجَّهة إلى المستهلكين.
• ومع ذلك، لا يمكن للنهج التي يُحرِّكها السوق أن تضمن تحقيق التغطية الكاملة أو إمكانية التعويل على النظم، كما أن التكنولوجيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي تعتمد على بنية تحتية عامة قوية وبيانات دقيقة لتقديم خدمات موثوقة وذات مصداقية ومُنصِفة في مجال الطقس والماء والمناخ.
• تلبي مبادرة المنظمة (WMO Commons) هذه الحاجة من خلال تجميع الموارد لدعم وتحديث الأسس التي يقوم عليها النظام العالمي لمعلومات الطقس والمناخ والماء، على النحو الذي يضمن إمكانية التشغيل البيني والجودة والابتكار والوصول المفتوح والقدرة المؤسسية والابتكار المشترك مع المستخدمين.
• وبذلك، تضمن المبادرة توفير بيانات وخدمات موثوقة باعتبارها منفعة عامة عالمية، مع تعزيز المرونة واستقرار السوق وتحقيق الأمن الجماعي في مواجهة مخاطر مناخية تزداد شدتها.
• وبالنسبة للجهات المساهمة، تُعَد هذه المبادرة أحد أعلى الاستثمارات المتاحة ربحية: فكل استثمارٍ يحمي أنظمة تعتمد عليها أنشطة اقتصادية عالمية تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات.

وتقوم مبادرة المنظمة (WMO Commons) على بنية قوية، لكنها بسيطة وواضحة، وتضمن الشفافية والمساءلة وإحداث الأثر والاستدامة. وتتمحور المبادرة حول أربعة محاور:

1. دعم وتحسين النظام العالمي للرصد
2. تعزيز قابلية التشغيل البيني للبيانات ونظم التنبؤ على الصعيد العالمي
3. توسيع نطاق الخدمات والإنذارات المبكرة ذات الآثار الكبيرة
4. تنمية القدرات والابتكار المشترك مع المستخدمين

واستمر منتدى المستثمرين يومين، واستمع المشاركون فيه إلى كبار ممثلي قطاعات البنوك والتأمين والتمويل، وشركات التكنولوجيا، وقطاعات الطيران والشحن والسلع، والمؤسسات الخيرية، والجهات الفاعلة في المجال الإنساني، والمصارف الإنمائية ومؤسسات التمويل.

ويستخدم الجميع بيانات وتحليلات الطقس والمناخ والماء التي يوفرها مجتمع المنظمة في اتخاذ قراراتهم اليومية وتنفيذ عملياتهم اليومية.

وتسعى مبادرة المنظمة (WMO Commons) إلى تعبئة ما لا يقل عن 100 مليون دولار أمريكي على مدى السنوات الخمس المقبلة لسد الفجوات في تمويل النظم العالمية لمراقبة الطقس والمناخ والماء، والتنبؤ، وتقديم الخدمات ذات الصلة.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز استثمارات القطاع العام الحالية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، واستكمال الدور المتنامي لاستثمارات القطاع الخاص. وستُعزِّز المبادرة كذلك آليات تمويل المناخ الحالية، دون أن تتداخل معها أو تكون تكراراً لها.

وستُكمِل المبادرة ميزانية المنظمة من الاشتراكات التي يدفعها الأعضاء. ويتزامن الإعلان عن هذه المبادرة مع احتفال المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذا العام بمرور 75 عاماً على تأسيسها باعتبارها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال الطقس والمناخ والماء.

وفي كلمتها الختامية أمام المنتدى، سلطت البروفيسورة سيليستى ساولو الضوء على التكاليف الاقتصادية الباهظة للكوارث الجوية إذا ما قورنت بالاستثمار في المنظمة.

وضربت مثالاً بالعاصفة الرعدية الخارقة التي ضربت مدينة لا شو دو فون (La Chaux de Fonds) السويسرية في تموز/ يوليو 2023، والتي صاحبتها رياح تجاوزت سرعتها 200 كم/ ساعة. واستمرت هذه العاصفة ما يزيد قليلاً على ست دقائق، إلا أنها - وفقاً للسلطات السويسرية - قد تسببت في أضرار تجاوزت قيمتها 100 مليون فرنك سويسري. وقالت ساولو إن هذا المبلغ يفوق الميزانية السنوية للمنظمة.

وأضافت: "بينما يختتم هذا المنتدى أعماله، يبدأ عملنا للتو. وسنثبت ما يمكن تحقيقه عندما يتضافر العلم والسياسة والتمويل في تناغم من أجل تحقيق مهمة مشتركة. ومبادرة المنظمة هي وسيلتنا لتحويل الحوار إلى أفعال، من خلال شراكات واستثمارات تدعم وتعزز العمود الفقري العالمي لنظم التنبؤ بالطقس والماء والمناخ".