المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية يؤيد إجراءات لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤات والإنذارات

24 تشرين الأول/ أكتوبر 2025

أقرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بقدرة الذكاء الاصطناعي وإمكاناته في تحسين دقة التنبؤات الجوية والإنذارات المبكرة وتوسيع نطاقها وضمان وصولها إلى المزيد من الناس، ولذلك ستسعى المنظمة إلى ضمان استفادة جميع البلدان من هذه الإمكانات في إنقاذ الأرواح.

الرسائل الرئيسية
  • الذكاء الاصطناعي يمكنه تسريع وتيرة تنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع
  • التنبؤات والإنذارات تنقذ ملايين الأرواح وتوفر مليارات الدولارات
  • الذكاء الاصطناعي سيُكمِل أدوات التنبؤ التقليدية ولن يحل محلها
  • شعار المنظمة "العلم غايته العمل" يدعم الاقتصاد العالمي
شارك:

وفي دورته الاستثنائية لعام 2025، دعا المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية إلى التعاون في تطوير تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لحماية المجتمعات والاقتصادات من أخطار مثل الحرارة المتطرفة والهطول المتطرف للأمطار. ومهَّد الطريق كذلك أمام ترسيخ استخدام الذكاء الاصطناعي/ التعلم الآلي في البنية التحتية العالمية للمنظمة في مجالات الرصد ومعالجة البيانات والتنبؤ.

وتأتي هذه القرارات ضمن حزمة أوسع من التدابير التي اعتمدها المؤتمر في دورته الاستثنائية من أجل تسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الأولوية القصوى للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والمتمثلة في ضمان التغطية الشاملة بنظم الإنذار المبكر من خلال تنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع (EW4All) قبل نهاية عام 2027.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش في كلمته التي ألقاها في 22 تشرين الأول/ أكتوبر أمام الدورة الاستثنائية للمؤتمر، في حفل كان أحد أبرز فعاليات احتفال المنظمة بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها: "الإنذارات المبكرة ليست مفهوماً مجرداً. فهي تُمكِّن المزارعين من حماية محاصيلهم وماشيتهم. وتساعد العائلات على إخلاء منازلهم بأمان. وتحمي مجتمعات بأكملها من الدمار".

وأضاف غوتيريش: "نعلم أن معدل الوفيات المرتبطة بالكوارث أقل بست مرات على الأقل في البلدان التي لديها نظم جيدة للإنذار المبكر. وإخطار يُرسَل قبل 24 ساعة فقط من وقوع حدث خطير يمكنه أن يُقلِّل الضرر بنسبة تصل إلى 30%. إن نظم الإنذار المبكر فعّالة. وتحظي أخيراً بالاهتمام - والاستثمار - الذي تستحقه".

وقد أطلق السيد غوتيريش مبادرة الإنذار المبكر للجميع في عام 2022 بهدف ضمان التغطية الشاملة بنظم الإنذار المبكر قبل نهاية عام 2027.

وفي اجتماع رفيع المستوى افتتحه فخامة الرئيس دانيال فرانسيسكو شابو، رئيس موزامبيق، استمع الحضور إلى دعوة العمل العاجلة التي أطلقتها الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، البروفيسورة سيليستى ساولو، من أجل التعجيل بتنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع.

وقالت سيليستى ساولو في ملاحظاتها الختامية في نهاية دورة المؤتمر الاستثنائية: "لقد اتضح بجلاء أمر واحد طوال هذا الأسبوع، وهو أن العالم يحتاج إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية".

وأضافت: "إن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، ومشاركة الرؤساء والوزراء، وما صحب هذه الزيارة والمشاركة من اهتمام عالمي تذكيرٌ بأهمية عملنا. والآن، يجب علينا أن نستفيد من هذا الزخم. لقد حان الوقت لتحويل الرؤية إلى تأثير. وترجمة الاعتراف إلى استثمار. وضمان المُضي قُدُماً في تحولنا - كي تظل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ذات أهمية، بل أكثر أهمية من أي وقت مضى".

العمود الفقري للتنبؤ العالمي

اعتمد المؤتمر مجموعة جديدة من أحكام اللائحة الفنية للمنظمة بشأن خدمات الإنذار المبكر، وتوفر هذه الأحكام مرجعاً واضحاً، وتكفل أن تدعم التشريعات الوطنية وتُكرِّس الدور المرجعي والموثوق به للمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في إصدار إنذارات موثوقة ودقيقة.

وأصدر المؤتمر "دعوة لجميع أصحاب الشأن المعنيين" إلى التعاون في تطوير تكنولوجيات وأدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مجال المراقبة والتنبؤ البيئيين، وأشار إلى "وتيرة التقدم غير المسبوقة" و"الإمكانات التحويلية" لتنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع.

ويستند القرار إلى القرارات التي اعتمدها المجلس التنفيذي للمنظمة في دورته التاسعة والسبعين التي عُقِدت في حزيران/ يونيو 2025. ويؤكد من جديد مهمة المنظمة المتمثلة في تيسير التعاون الدولي والتوحيد القياسي، والبناء على عقودٍ من الثقة وتبادل البيانات. والذكاء الاصطناعي يجب أن يُكمل، لا أن يحل محل، أساليب التنبؤ العلمية والبنية التحتية الحالية التي تطورت على مر الزمن.

وتشدد الدعوة على أهمية البيانات المفتوحة والأدوات المفتوحة المصدر ومبادئ FAIR (إمكانية العثور على البيانات (Findable) والانتفاع بها (Accessible) وتبادلها (Interoperable) وإعادة استخدامها (Reusable)) من أجل تعزيز الشفافية والمشاركة العالمية. وتدعو إلى وضع أطر أخلاقية ترسي مبادئ التعاون والملكية الفكرية والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.

كذلك، اعتمد المؤتمر قراراً لإدماج الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية العالمية للتنبؤ.

وإدراكاً للتفاوت الكبير في قدرات التنبؤ بين أعضاء المنظمة، شدد المؤتمر على الحاجة إلى دعم المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا كي تتمكن من الوصول إلى تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي الجديدة واستخدامها.

ونظراً للتطور السريع الذي تشهده تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي/ التعلم الآلي، وافق المؤتمر على وضع استراتيجية جديدة للنظام المتكامل للمعالجة والتنبؤ التابع للمنظمة (WIPPS) تراعي التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي. وهذا النظام هو شبكة عالمية من المراكز التشغيلية التي تتيح لأعضاء المنظمة إمكانية الوصول إلى التطورات العلمية والتكنولوجية والاستفادة منها، وتوفر منتجات تتعلق بالطقس والمناخ والماء والبيئة.

وفي حين يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدّث تحولاً كبيراً في التنبؤات التشغيلية والإنذارات، يدرك القرار أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة في قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على دعم التنبؤ بالعمليات الهيدرولوجية وأنظمة الطقس العالية التأثير على النطاق المحلي. ويجب معالجة هذه التحديات، وإيجاد حلول لها تثبت فعاليتها في الاستخدام التشغيلي.

ولضمان استفادة جميع الأعضاء، طلب القرار من هيئات المنظمة تعزيز أنشطة تنمية القدرات في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في إطار النظام المتكامل للمعالجة والتنبؤ التابع للمنظمة. علاوة على ذلك، تُعَد المشاريع التجريبية لهذا النظام ضرورية لاستكشاف وتقديم منتجات تنبؤ جديدة، على النحو الذي يثبت إمكانات الذكاء الاصطناعي في تعزيز قدرات البلدان النامية.

وعُرض خلال المؤتمر مشروع تجريبي جارٍ بين مرفقي الأرصاد الجوية في النرويج وملاوي، ويوضح هذا المشروع نظاماً للتنبؤ بالطقس باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويعرض مفهوم "التنبؤات في صندوق" (Forecasts-in-a-Box). وأظهر المشروع تحسينات في التنبؤات، ويخضع لمراقبة دقيقة لتحديد إمكانية تطبيقه في بلدان أخرى تعاني من قلة الموارد.

وفيما يتعلق بالمسائل الأخرى، أنجزت الدورة الاستثنائية للمؤتمر ما يلي:

  • النهوض بأهداف المراقبة العالمية لغازات الاحتباس الحراري عن طريق إدماج مكوناتها الرئيسية في برامج المنظمة القائمة، ومنها البرنامج المُوسَّع للمراقبة العالمية للطقس وبرنامج المراقبة العالمية للغلاف الجوي.
  • اعتماد خطة عمل المنظمة الأولى للشباب، والتي تمثل نهجاً منظماً لإدماج وجهات نظر الشباب في عمل المنظمة وتمكين الجيل القادم من القادة. وتُعَد خطة العمل هذه خطوة تاريخية في رعاية الشباب من أخصائيي الأرصاد الجوية والهيدرولوجيين وعلماء المناخ والمحيطات، إيذاناً بحقبة جديدة من المسؤولية والخبرة المشتركة بين الأجيال في مجال الطقس والماء والعمل المناخي.
  • تبسيط الإجراءات المتعلقة بانتخاب وتعيين الأمين العام للمنظمة.
  • تأييد عملية إعادة الهيكلة التي نفَّذتها الأمينة العامة للمنظمة استجابةً للتحديات العالمية الناشئة، وتلبيةً للحاجة إلى خدمات أكثر تكاملاً لنظام الأرض، ولمواجهة القيود المالية المتزايدة.
  • كذلك، طلب المؤتمر من المجلس التنفيذي للمنظمة إنشاء فرقة عمل لوضع توصيات بالتعديلات المراد إجراؤها على الخطتين الاستراتيجية والتشغيلية للفترة 2027/2026 في ضوء تحديات السيولة المستمرة التي تواجهها المنظمة.

المجلس التنفيذي

عقد المجلس التنفيذي للمنظمة دورة استثنائية في 24 تشرين الأول/ أكتوبر مباشرة عقب الدورة الاستثنائية للمؤتمر.

واعتمد المجلس ميزانية إجمالية قدرها 138.7 مليون فرنك سويسري لفترة السنتين 2027/2026. ووافق المجلس على اختصاصات فرقة العمل الجديدة وتشكيلها، وستُعنى هذه الفرقة بتحديد مقترحات لإعادة مواءمة الخطتين الاستراتيجية والتشغيلية للمنظمة خلال فترة السنتين 2026-2027، في ضوء عدم اليقين المالي المستمر.

WMO / Fabian Rubiolo

العلم غايته العمل

تزامن انعقاد هذه الدورة الاستثنائية للمؤتمر مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والتي تحتفل بها المنظمة تحت شعار "العلم غايته العمل".

ويسهم عمل المنظمة في تحقيق التنمية القادرة على الصمود، ويدعم قطاعات الغذاء والنقل والطاقة والأمن والصحة وإدارة المياه والحد من مخاطر الكوارث.

وهذا العمل بالغ الأهمية للاقتصاد والمجتمع العالميين، ويمكن تعزيزه لتحقيق فوائد أكبر للعالم أجمع.  

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

  • Clare Nullis موظف إعلامي، cnullis@wmo.int +41 79 709 13 97
  • WMO Strategic Communication Office Media Contact media@wmo.int