المجلس التنفيذي للمنظمة يناقش التحديات والفرص وسبل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي
افتتح اليوم المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية دورته السنوية، وتصدَّر جدولَ أعمال هذه الدورة الذكاءُ الاصطناعي وما يعِد به من ثورة في التنبؤات الجوية ومساعدة في بناء القدرة على الصمود في مواجهة تأثيرات الطقس والمناخ الأكثر تطرفاً.
- المجلس التنفيذي يناقش الأولويات الاستراتيجية المستقبلية
- يجب على المنظمة أن تتحرك بوتيرة أسرع وبموارد أقل
- الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث ثورة في إنتاج التنبؤات واستخدامها
- خدمات المنظمة حيوية للاقتصاد والمجتمع العالميين
تستمر دورة المجلس التنفيذي خمسة أيام يناقش فيها التقدم المُحرَز في المبادرات ذات الأولوية مثل مبادرة الإنذار المبكر للجميع (EW4All). كذلك، سيسعى المجلس إلى ضمان أن يستمر مجتمع المنظمة في تقديم خدماته المُنقِذة للحياة وتوفير العلوم الموثوقة في عالم يتغير بوتيرة سريعة وتكتنفه المزيد من الشكوك.
وفي كلمته التي ألقاها أمام الدورة التاسعة والسبعين للمجلس التنفيذي، قال الدكتور عبد الله المندوس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن المنظمة يجب أن تصبح "أكثر فعالية وكفاءة وأقدر على الاستجابة للتحديات التي تواجه البشرية وتلبية الاحتياجات الملحة للشعوب التي نخدمها".
وتُعقَد دورة المجلس التنفيذي هذا العام الذي يصادف الذكرى الخامسة والسبعين على تأسيس المنظمة التي تحتفل بهذه المناسبة تحت شعار "العلم غايته العمل" الذي يكتسي أهمية خاصة في هذه المناسبة.
وفي كلمتها الافتتاحية، قالت البروفيسورة سيليستى ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "ما فتئت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تمثل مكاناً يستبق فيه التعاون حدوث الأزمات؛ حيث يجري تبادل البيانات بانفتاح؛ وحيث الثقة العملية ليست مجرد طموح، بل ممارسة يومية".
وذكرت ساولو: "هذا الأساس لا يزال مصدر قوتنا. لكن العالم يتغير من حولنا. وعلينا أن نقرر - معاً - كيف نتطور، وكيف لنا في آن واحد أن نحافظ على هويتنا الأساسية وأن نخرج أقوى من كل أزمة نواجهها".
وأضافت: "لا يمكن تحقيق التنمية القادرة على الصمود، والأمن الغذائي، والحد من مخاطر الكوارث، وتنفيذ الإجراءات المناخية من دون الخدمات والعلوم والبنية التحتية التي نقدمها معاً".
والذكرى الخامسة والسبعون للمنظمة ليست محطة نكتفي فيها بالنظر إلى ما تحقق في الماضي، بل هي معلمٌ نستشرف معه المستقبل. وهو ما يؤكد قيمة الخدمات التي تقدمها المنظمة للاقتصاد والمجتمع العالميين، ويبرز إمكانية تحقيق فوائد أكبر للعالم أجمع.
الذكاء الاصطناعي
يُظهِر الذكاء الاصطناعي الحاجة إلى أن تتسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالمرونة والمبادرة وسرعة الاستجابة – ويسلط الضوء على الحاجة إلى إعطاء الأولوية للاستثمارات والابتكار في مجال رصد الأرض وعلومها.
وقال الدكتور المندوس الذي ترأس دورة المجلس التنفيذي: "إن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طريقة عملنا بسرعة، وهو ما يخلق طلباً على مهارات جديدة ويزيد من تبنِّي تقنيات الذكاء الاصطناعي. وعلينا أن نقبل هذا التحدي، وأن نوازن بين الحذر على المدى القصير والمشاركة على المدى الطويل في ابتكارات الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاقها".
وبالفعل، باتت المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا تستخدم على نطاق واسع الذكاء الاصطناعي، الذي يُبشِّر بإحداث ثورة في كيفية إنتاج التنبؤات ومشاركتها والعمل بناءً عليها. لكن الذكاء الاصطناعي ليس حلاً سحرياً.
ومن المتوقع أن يشهد العقد المقبل تسارع وتيرة البحث في هذه النهج الجديدة وتفعيلها، الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة أمام الاستفادة من خدمات الأرصاد الجوية والخدمات المناخية والهيدرولوجية على نطاق غير مسبوق.
ومع تغلغل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وزيادة الاعتماد عليهما في علوم نظام الأرض، سيناقش المجلس التنفيذي السُبُل التي يضمن من خلالها أن تكون الأدوات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي موثوقة ومستدامة ومستندة إلى معايير المنظمة - ولا سيما نظامها المتكامل للمعالجة والتنبؤ (WIPPS).
وستُعقَد جلسة رفيعة المستوى للمنصة التشاورية المفتوحة حول التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الذكاء الاصطناعي، وستجمع هذه الجلسة ممثلين عن مجتمع المنظمة وشركات التكنولوجيا الكبرى والأوساط الأكاديمية لتبادل المعرفة والخبرات بشأن الفرص والتحديات المستقبلية.
التموضع الاستراتيجي
سيناقش المجلس التنفيذي الأولويات الاستراتيجية للمنظمة في وقت يُطلَب فيه من أمانتها بذل المزيد من الجهد، والتحرك بوتيرة أسرع بموارد أقل.
ولا يزال ضمان تغطية الجميع بخدمات الإنذار المبكر بحلول عام 2027 أولوية قصوى للمنظمة. وقال رئيس المنظمة إنه "ما زال في الإمكان تنفيذ مبادرة الإنذار المبكر للجميع".
وأضاف: "إننا نشهد تقدماً ملموساً، وهذا النجاح يدعمه حلفاؤنا الذين لا غنى عنهم".
• ويمثل مرفق تمويل الرصد المنهجي (SOFF) درعنا الذي نسد من خلاله الفجوات الحرجة في البيانات.
• أما مبادرة نظم الإنذار المبكر بالمخاطر المناخية (CREWS) فهي سيفنا الذي نستعين به على ترجمة البيانات إلى إنذارات فورية وقابلة للتنفيذ.
ولا تزال المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لا تحظى بما تستحقه من الاعتراف والتقدير الكافيين على النطاق الأوسع في منظومة الأمم المتحدة والنظام المتعدد الأطراف، في وقت نشهد فيه إصلاحات وعمليات لإعادة الهيكلة في إطار مبادرة الأمم المتحدة 80 (UN80) ويتعين علينا فيه مواجهة القيود المتزايدة على الميزانية.
وشددت الأمينة العامة على أن "هذا الأمر يجب أن يتغير".
وذكرت أن هذه ليست مشكلة تواصل. بل تحدٍ يتعلق بالتموضع الاستراتيجي. وهذه المشكلة يمكن حلها، إذا عملنا على أن يكون خطابنا متسقاً مع الأولويات العالمية الأوسع نطاقاً، وإذا شرحنا الأثر بعبارات يفهمها الآخرون".
وأضافت ساولو:
• "عندما نتحدث عن تبادل البيانات، فلنربط هذا الحديث بالدبلوماسية والأمن.
• وعندما نناقش الإنذارات، فلنربط هذا النقاش بثقة الجمهور والشرعية المؤسسية.
• وعندما نستثمر في مجال الهيدرولوجيا، فلنبين كيف لهذا الاستثمار أن يدعم السلام والنظم الزراعية والغذائية".
وقالت: "إن ما نقدمه ليس بالأمر الهين. إننا نقدم البنية التحتية الأساسية. نقدم الاستمرارية. نقدم البصيرة وبُعد النظر. إن ما نقدمه هي المنفعة العالمية العامة في أنقى صورها".
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
- Clare Nullis موظف إعلامي، cnullis@wmo.int +41 79 709 13 97
- WMO Strategic Communication Office Media Contact media@wmo.int